ثم تولی إلى الظل
وقفة عند قصة موسى عليه السلام حيث يخبرنا سبحانه وتعالى في هذه القصة أنه لما ورد ماء مدين وجد امرأتين تذودان، لا تستطيعان أن تردا الماء مع الواردین، لضعفهما.. فيقوم موسى المتعب، موسی المهدد بالقتل، موسي القادم لساعته من رحلة الفرار المنهكة للروح والجسد، يقوم فيسقي لهما، يقدم لهما الماء، ثم يوليهما ظهره دون انتظار كلمة «شكرا».
كانت كمية الشهامة في الموقف غزيرة، قال الله سبحانه وتعالى واصفا لها: «فسقا لهما ثم تولی إلى الظل» ليست هناك لحظات انتظار للشكر أو إعطاء الأجر.. تولي مباشرة إلى الظل.
هذه المجانية هي طريق الى الله ، فبعد دقائق من هذه الخدمة المجانية التي أسداها موسى عليه السلام يأتيه : السكن، والوظيفة، والزوجة، والهدوء النفسي.. بل وبعد عشر سنوات تأتيه النبوة !
تعلمنا هذه الوقفة كيف لك ان تجعل الجميع محط اهتمامك، وعطائك، وكن أنت المبادر الذي تقف معهم في الوقت المناسب، واللحظة المهمة في حياتهم، ثم إذا انتهت خدمتك النبيلة، تول إلى الظل، في صمت النبلاء..
يجب عليك أن تفرش طريق العطايا بالمجانيات.. بالخدمات التي تقدمها دون مردود، وبعد ذلك لا تسل عما سيفعله لك الكريم سبحانه..
تابعنا و اكتسب
شاهد ايضا